كل من ذهب اليوم إلى المدينة العتيقة وإلى باب الجبلي سيلاحظ حركية غير عادية من المواطنين الذين سارعوا لقضاء حاجاتهم قبل العيد وقبل الحجر الصحي الشامل وكذلك الحال في كل المدن التونسية كما أكدت عليه الإذاعات المختلفة هذا الصباح وهو ما يطرح سؤالا حول توقيت الإعلان عن القرار إذ كان على رئيس الحكومة ألا يعلن عنه ” ليلة صلّى الله ” حتى نتفادى هذا الاكتظاظ المخيف فلا نجني من الإغلاق العام المعلن عنه في آخر لحظة إلا مزيدا من الإصابات.. من جهة أخرى وعلميا فإن الحجر الصحي يكون لمدة أسبوعين وليس أسبوعا واحدا حتى يكون ناجعا لحصر الحالات وكسر حلقات العدوى بل إن بعض الأطباء دعا إلى حجر عام بشهر أو أكثر وهو ما قد لا يتحمّله الاقتصاد.. بقدر ما نلوم الحكومة على قراراتها العشوائية وفي آخر لحظة فإننا نلوم المواطن على لهفته وعدم انضباطه إذ يجب علينا جميعا أن نصبر فالصحة والحياة قبل المال والاقتصاد وقبل اللهفة والشهوات وكل شيء يعوّض لاحقا حين تعود الأمور إلى نصابها فهناك بلدان بنت أنفسها من جديد بعد حروب ضارية مدمّرة فهل سنعجز نحن عن التعويض عن بعض الأيام الضائعة بعد أن نكون قد استعدنا عافيتنا وطردنا الخوف والوباء وبدأنا نبني على قاعدة صحيحة ومتينة لا بالقلق والشك من فيروس خفي يعيق تحركاتنا ؟